ومن سورة سبأ
  صدره وشد عليها بكفه، وهو قائم في محرابه، ثابت في مقامه، فأتاه الموت وهو على تلك الحال، فلم يزل حتى كان ما ذكر من الخبر عنه ذو العزة والجلال.
  ٢٠٢ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٣٦}[سبأ: ٣٦]؟
  فقال: معنى {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ} هو: يوسع على من يشاء في رزقه، {وَيَقْدِرُ} فهو: يقدر لمن يشاء مقدار رزاقه وقوته، ما يبسط له من السعة في الرزق، والرزق فهو: المال، ما يبسط لغيره تدبيرا منه سبحانه وتقديرا، ولطفا منه للكل وتدبيرا، وكلٌ قد فعل به من ذلك ما هو خير له، وأصلح في المعاني كلها، عاجلها وآجلها.
  ٢٠٣ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ ٤١}[سبأ: ٤١]؟
  فقال: هذا إخبار من الله سبحانه عن من أطاع الشياطين في الدنيا، واتبعهم وجرى في إرادتهم، وإفك وساوسهم، فأخبر أنهم ينتفون من ذلك في الآخرة، ويزعم أنه كان يتولى الله دونهم، فأكذب الله قولهم، وأخبر أنهم كانوا يعبدون الجن من دون الله، وعبادتهم للجن فهي: طاعتهم لهم، وطاعتهم لهم فهو: اتباعهم لوساوسهم، وقبولهم لما كانت الشياطين توسوس به لهم، لأن من أطاع شيئاً فقد عبده، لأن أفضل العبادة الطاعة لله، كانت عبادة العابد له أو لغيره سبحانه، من