ومن سورة سبأ
  الإنس والشياطين، ومعنى {أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ ٤١} فهو: مصدقون، لأن الإيمان هو التصديق، من صدق شيئا فقد آمن به، ومن أنكره فقد كفر به.
  ٢٠٤ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ٤٥}[سبأ: ٤٥]؟
  فقال: هذا إخبار من الله تبارك وتعالى، لنبيه ÷، بما كان ممن كان قبل قريش، ممن بعث إليه الرسل فكذب، كما كذبت قريش، فنزل بهم من نقم الله ما نزل بهم، فأخبر سبحانه بذلك عنهم، تخويفا و إعذارا و إنذارا إلى قريش. ليحذروا ما نزل بغيرهم قبل أن ينزل بهم، فأما قوله: {وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ} فإنما يريد بذلك: بأن قريشا لم تنل في المقدرة والجدة، وسعة الأموال والطاعة. معشار ما أوتي الذي أُخذوا بتكذيب رسلهم، معنى {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ٤٥} يقول: كيف كان تغييري عليهم، واخذي لهم على فعلهم.
  ٢٠٥ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ٤٩}[سبأ: ٤٩]؟
  فقال: معنى {جَاءَ الْحَقُّ} فهو: وقع الحق، وحق الوعد، {وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ٤٩}، يقول: ما يبدئ الباطل أمرا ينفع أهله، في شيء من أمرهم، {وَمَا يُعِيدُ ٤٩}، يقول: ولا يعود نفعه عليهم، ولا ضره على عدوهم.