تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة فاطر

صفحة 405 - الجزء 1

ومن سورة فاطر

  ٢٠٧ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا ٤٢ ...} إلى قوله {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ٤٣}⁣[فاطر: ٤٢ - ٤٣]؟

  فقال: معنى {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ} يقول: هل ينظر صاحب المكر السَّيئ، والمعصية لله العلي، إلا أن يأتيه ما أتاه الأولين، الذين كانوا فيما كانوا فيه من المعاصي، من إحلال النقم بهم، وإزالة النعم عنهم، فهذا سنة الأولين، وهذه سنة الله التي لا يوجد لها تحويل ولا تبديل، يريد حكم الله الذي حكم به في الأولين، وسننه في أهل المعاصى منهم، من إنزاله النقم عليهم، فهذا شيء لا يحول من أهل المعاصي والذنوب، فكان ذلك من الله في الزمان الأول على صنوف فيمن عصاه، وهو اليوم في أمة محمد ÷ على صنوف أُخر، تنزل بمن عصى منهم، وتحل من اجترى على ربه، فكان العذاب في الأولين يكون بالمسخ والقذف والخسف والرجز، وهو في أمة محمد ÷، بالجوع والهلكة والخوف، والسيف والقتل والموت، ثم يضطرهم إلى عذاب النار وبئس المصير.