ومن سورة الصافات
  المعبود من دون الله، الذي لاينفع ولا يضر، تدعونه إلهاً لكم، {وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ١٢٥} الذي هو رب العالمين، الله إله الأولين والآخرين، ومعنى قوله {أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ١٢٥} فهو: أحسن الفاعلين والصانعين. والعرب: تسمي كل من فعل شيئا خالقه تقول: خلق فلان ثوبا، أي خيطه، وخلق فلان جدارا، أي: بناه، وفي ذلك ما يقول الشاعر:
  ولانت تفري ما خلقت وبعـ ... ض الناس يخلق ثم لا يفري
  يريد: يعمل ثم لا يتم.
  ٢٢٤ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ١٦١ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ١٦٢ ...} إلى قوله: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ١٦٦}[الصافات: ١٦١ - ١٦٦]؟
  فقال: هذا من الملائكة À تخبر الآدميين أنهم و ما يعبدون مما هم عليه فاتنين لمن يفتنون، فأخبرت أنهم لا يغتنون في دينهم، أي: لا يدخلون معهم، فأخبرت &، أنه لا يطيعهم على شركهم، ولا يدخل معهم في عبادة غير الله ربهم، إلا من شريك في الضلال والعذاب معهم.
  ثم أخبر أنها صلوات الله عليها وجميع الخلق لهم كلهم {مَقَامٌ مَعْلُومٌ ١٦٤}،