تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الصافات

صفحة 422 - الجزء 1

  أي موقف ومحشر مفهوم، يحشر فيه الخلق ملك أو جني أو إنسي، ثم أخبرت أنهم هم الصآفون وهم المسبحون، ومعنى {الصَّافُّونَ} فهم: الوقوف صفوفا صفوفا في عبادة الله يجتهدون، وعلى طاعته بالتسبيح والتهليل والتكبير، والتعظيم والتقديس، يسبحون الليل والنهار لا يفترون.

  ٢٢٥ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ٩٦}⁣[الصافات: ٩٦]؟

  فالذي عنى بذلك سبحانه فهو: الحجارة التي ينحتونها أصناما، ويعملونها لهم آلهة، وما أشبه ذلك من الأنصاب التي يعبدونها، فهذا معنى، {وَمَا تَعْمَلُونَ} فالله خلقهم ومفعلوهم، ولم يخلق سبحانه فعلهم، والمفعول فهو: الصنم الذين ينحتونه من الحجارة، وفعلهم فهو: الحركة التي كانت منهم، من الرفع والوضع والنحت، فالله خلق الحجر الذي عملوه صنما، ولم يخلق الفعل الذي كان منهم في نحت الحجر.