ومن سورة الزمر
  ومعنى قوله: {مُتَشَابِهًا}، فهو: متشابه التنزيل، محكم التأويل، {مَثَانِيَ} فهو: مكرر الإعذار والإنذار، والأمر والنهي، لإثبات الحجة، وتمام النعمة، {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ} يريد: تقف منه هيبة وإجلالا، وتصديقا وتعزيزا عظيما، {جُلُودُ الَّذِينَ} آمنوا واتقوا ربهم، وخشوا وعيده، وطلبوا وعده، {ثُمَّ تَلِينُ} من بعد الفزع والهيبة، ومعنى {تَلِينُ} فهو: تطمئن قلوبهم وتخفض، ثقة بوعد الله.
  ثم أخبر سبحانه بما يُؤتى من كان كذلك من الهدى، جزاء على ما اختار من التقوى، ومعنى قوله: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ} فهو: من يخذل الله، {فَمَا لَهُ مِنْ} مرشد ولا {هَادٍ} مسدد، {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} يقول: من عمل في الدنيا عملا يستوجب به العذاب يوم القيامة، ويصلى بوجهه له، ثم أضمر هنا شيئا، وهو معنى مثل فهو: من الهالكين، فهو: من الخاسرين، أو مثل ذلك، ومعنى: {وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ} فهو: قول الملائكة لهم خزنة جهنم وغيرها: {ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ٢٠}[السجدة: ٢٠] في الدنيا، وتجحدون البعث، ولا توقنون بالحساب والعقاب، الآن فذوقوا شر العذاب.
  ٢٣٦ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٢٩}[الزمر: ٢٩]؟