ومن سورة الزمر
  فقال: هذا مثل ضربه الله تبارك وتعالى للذين يعبدون مع الله غيره، ويُشركون في أنفسهم من لم يخلقهم، فمنهم من كان يزعم أنه يتقرب بذلك إلى الله، ومنهم من كان يفعل ذلك جهلا لله، فضرب الله هذا المثل لهم، يعلمهم فيه أن من أخلص العبادة لله، ولم يجعل في نفسه شريكا لله، خلاف من يجعل مع الله في نفسه شريكا، وأن المخلص لله المفرد لعبادته، الذي لم يجعل له في نفسه شريكا يعبده معه، أفضل وأعظم ممن جعل نفسه لإثنين، ثم أخبر سبحانه أن مملوكا لرجل سلما له، أفضل عنده من يشرك مملوكا بين إثنين، فهذا ما أراد الله سبحانه بهذا المثل تبارك وتعالى، أراد بذلك ينبههم على إفراد العبادة له، وترك ما يعبدون من دونه ومعه.
  ٢٣٧ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ...} إلى قوله: {لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ٤٢}[الزمر: ٤٢]؟
  فقال: هذا إخبار من الله سبحانه بقدرته على قبض أرواح العالمين، في كلتا الحالتين، حالة الموت وحالة المنام، فأخبر سبحانه أنه يتوفى نفس الميت عند انقضاء أجله وفنا عمره، ويتوفى نفس النائم عند نومه، ومعنى توفيه لنفس النائم فهو: بما ركب سبحانه وجعل وقدر، من خروج روح الإنسان عند نومه، حتى يبقى بدنه ميتا لا روح فيه، فأخبر ø أن الروحين خارجان في هذين الوقتين، وأنه يحبس روح البدن الذي قضى عليه الموت عن الرجوع إلى بدنه، ويرسل روح النائم