تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الزمر

صفحة 448 - الجزء 1

  الذي لم يقض عليه الموت، فيرجع {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} يقول: إلى وقت معلوم، كما كان للآخر، فإذا جاء الوقت لم يرجع الروح بعد خروجه من البدن.

  ثم أخبر أن في ذلك لآيات للمتفكرين، ودلائل على الله للمستبصرين، وأي دلالة أو أية، أدل على الله سبحانه؟! من روحين يخرجان من بدنين، فيمسك أحدهما فيذهب روحه عن بدنه، ويصير إلى موته، ويرجع الروح الآخر إلى مكانه، إلى يوم مفهوم، وقدر عند الله معلوم، (وهذا ما لا يجهل دلائله من فعل الله، إلا أعما جايرٌ عن الله، أو مشرك جاحد لآيات الله).

  ٢٣٨ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ}⁣[الزمر: ٧٤] إلى آخر السورة؟

  فقال: هذا إخبار من الله سبحانه عن قول المؤمنين في يوم الدين، وعند مصيرهم إلى كرامة رب العالمين، فأخبرهم أنهم يقولون عند ذلك: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} يقولون: الذي أنجز لنا ما وعدنا من ثوابه، وأكمل لنا ما وعدنا من كرامته، {وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ} يريد: أرض الآخرة وأرض الجنة، {نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ٧٤} يقول: حيث نحب ونريد {فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ٧٤} يقولون: الجنة أفضل جزاء العاملين، في الطاعة لرب العالمين، معنى: {حَافِّينَ مِنْ