ومن سورة الزمر
  حَوْلِ الْعَرْشِ}[الزمر: ٧٥] فهو: محدقون بكل أهل الحشر في ذلك اليوم، {الْعَرْشِ} فهو: الملك، وحفوفهم بالملك فهو: قيامهم فيه وبه في ذلك اليوم، {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} يقول: بين الخلق بالحق، الذي لا ظلم فيه، والحق: العدل الذي لا جور فيه، والقائل {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٧٥} فهم الملائكة المسبحون، المؤمنون الناجون، المخصوصون بالكرامة المثابون.
  ٢٣٩ - وسألت: عن قول الله سبحانه {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ٦٢}[الزمر: ٦٢]؟
  معنى ذلك: أن الله تبارك وتعالى خالق كل شيء من فعله، لا من أفعال غيره، فأفعاله بائنة من أفعال خلقه، وأفعال خلقه بائنة من فعله، وأفعال الله في خلقه، بائنة متلاحقة، يلحق آخرها أولها، ويثبت أولها لآخرها، وأفعال الخلق فغير متلاحقة، بل هي أعراض متباينة متفاوتة، لا يلحق آخرها أولها، ولا يدخل في ثاني منها، إلا بعد انقضاء الأول، فهذا الفرق بين أفعاله وأفعال خلقه، والله كما قال سبحانه {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} موجود متلاحق، بريء من خلق ما لا يتلاحق، فما كان متلاحقا فهو: فعل الله، والله خَلَقَه، وما كان غير متلاحق لا يلحق أوله آخره، فذلك فعل غيره لا فعله، تبارك وتعالى عن فعل أفعال المخلوقين! وكيف يخلق أفعالهم أو يفعلها؟! وفيها الغشم والظلم والجور، والله بريء عن فعل ذلك،