تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الزمر

صفحة 450 - الجزء 1

  متقدس عن أن يكون كذلك، فلو جاز أن يكون خلق ما يفعلون، كان فاعلا لكل ظلم فعلوه، أو جور أحدثوه، أو عظيمة جاؤا بها، ولكان هو الفاعل له دونهم، إذ كان الموجد له لا هم، فافهم (- هديت - ما ذكرنا، وقس كل ما أتاك من هذا كما شرحنا). {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} والوكيل هو: المحاسب الرقيب، الحفيظ لأفعال من هو عليه وكيل.

  ٢٤٠ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا}⁣[الزمر: ٤٢]؟

  هذا إخبار من الله سبحانه بأنه القابض للأرواح المخرج لها، وأنه لا يقبضها و يتوفاها غيره عند وقت وفاتها، وبلوغ مدى مدتها، وقوله: {وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} فهو: ما يورد عليها من النوم المزيل للروح من البدن، لأن النائم عند نومه