ومن سورة الزمر
  يخرج روحه من بدنه، وتبقى نفسه في جسده، فأخبر أنه يتوفى الروح عند الوفاة وعند المنام، وهو الجوال في البدن، فلما أن كان كل ذلك من الله وبه، جاز أن يقول يتوفاهما بخروجهما، في وقتهما هذين عند الموت وعند النوم.
  ٢٤١ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ}[الزمر: ٢٢]؟
  فالقاسية هي: الممتنعة من قبول حق الله، الكارهة لما أنزل الله.
  ومعنى قوله: {مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} فهو: عن ذكر الله، غير أن من قامت في مقام عن، لأنهما من حروف الصفات، وحروف الصفات يخلف بعضها بعضا ويقوم بعضها مقام بعض، في ذلك ما يقول الله سبحانه، فيما يحكي عن فرعون اللعين: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}[طه: ٧١]، وإنما أراد: على جذوع النخل، والصلب لا يكون في الشيء، وإنما يكون عليه، وفي ذلك ما يقول الشاعر:
  شربن بماء البحر ثم ترفعت ... لدى لجج خضر لهن نئيج
  فقال لدى، وإنما أراد على.
  ٢٤٢ - وسألت عن قول الله سبحانه: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[الزمر: ٦٧]؟
  وهذا - رحمك الله - مثلٌ ضَرَبه الله لهم، مما تعرفه العرب وتمثل به. وذلك أن العرب تقول لمالك الشيء: هو في يده، وهو في يمينه، تريد بذلك تأكيد الملك له، لأن كل ما كان في يد المالك فهو أقدر ما يكون عليه، واليد في كلام العرب هي: الملك.