تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الزمر

صفحة 452 - الجزء 1

  ألا تسمع كيف يقول العرب: بلاد كذا وكذا في يد فلان، وقرية كذا وكذا في يد فلان.

  وتقول العرب: بنو فلان في يد فلان، يريدون: في طاعته وملكه، لا بين أصابعه ولا في كفه، فأرادوا بذلك الملك، ونفاذ الأمر فيهم، لا المقبض بالأصابع والضم لها عليهم.

  فأخبر الله تبارك وتعالى أن مقدرته على ما ذكر من السموات المطويات، فوق مقدرتهم على ما هو في ملكهم.

  فأما قوله: {مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}، فإخبار منه لهم أن السموات مطويات في ملكه، متصرفات في أمره، مجموعات في حكمه، كما يجمع الشيء المطوي جامعه، ويحوزه ويضم عليه طاوية.

  فَمَثَّل لهم أمر نفاذ حكمه في السموات وقدرته عليهم، بما يعرفون من مقدرتهم على ما يطوونه وينشرونه، من كتب أو صحف، أو غير ذلك من المطويات المملوكات.

  فهذا ما عنه سألت من قول الله سبحانه في السموات إنهن مطويات.