ومن سورة غافر
  يعلم ذلك من الأعين، قبل كونه وقبل كونها به، {وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ١٩} فهو: غيب الصدور من خفي أمرها ودقيق ضميرها، مما لم يظهر في شيء من الجوارح عنها.
  ٢٤٧ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٨٣}[غافر: ٨٣]؟
  فقال: المعنى في ذلك أن الله أخبر نبيه ÷ بخبر هؤلاء، الذين جاءتهم رسلهم بالبينات فكذبوا بها وفرحوا بما عندهم من العلم، والعلم الذي فرحوا به فهو ما كان من عندهم من أخبار من كان قبلهم ممن عصى الله من آبائهم ممن لم تحل به نقمه وإخزاء الله لأعدائه، فقالوا لرسلهم: قد جاء غيرُكم أباءنا بمثل ما قد جئتم به، فلم ينزل بهم إذ عصوهم ما تعدوننا أنتم أنه ينزل بنا إذا عصينا، ففرحوا بما عندهم مِن علمِ سلامةِ مَن سلم من آبائهم، من علم من وقع به العذاب من أوائلهم، ففرحوا بسلامة السالمين وطمعوا بمثلها، ولم يخافوا ما نزل بالمعذبين فيتوقعوا أكبر منها، حتى جاءهم ما كانوا به يستهزؤن من هذا الوعيد الذي وعدهم به ربهم من العذاب، إذ لم يزالوا به مكذبين مستهزئين، حتى حاق بهم ما كانوا به يستهزؤن، ومعنى {وَحَاقَ} فهو: وقع ونزل.