تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الشورى

صفحة 21 - الجزء 2

  وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا}⁣[يوسف: ٨٢]، يريد: أهل القرية وأهل العير. ومعنى قوله: {وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ} فهو: أيضا على هذا المعنى، أراد: وتنذر العذاب الذي يكون في يوم الجمع، فطرح العذاب، وأقام يوم الجمع مقامه، كما فعل في أم القرى، ويوم الجمع فهو: يوم القيامة الذي يجتمع فيه الخلق إلى موضع الحشر، {لَا رَيْبَ فِيهِ} يقول: لا شك أنه سيكون فريق في الجنة وفريق في السعير، يخبر أن ذلك اليوم يوم يصير فيه فريق من الناس في الجنة ويصير فريق منهم في السعير، والإنذار فهو إلى أم القرى، ومن حولها، وإلى جميع أهل الأرض، غير أنه خص أم القرى بالذكر لعظم قدرها، وأنها كانت المبتدأ في الإعذار والإنذار، ثم يبلغ إعذاره صلى الله عليه جميع شرق الأرض وغربها، وشامها ويمنها.

  ٢٥٥ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ١٦}⁣[الشورى: ]؟

  فقال: يقول: إن الذين يحآجون في الله، أي: يدافعون عن تصديق الله ويكذبون ما جاء عن الله {مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ} يقول: من بعد ما قد تبينت حجته فظهرت دلالته، وقبلها المؤمنون، واستجابوا لربهم وآمنوا به، فأخبر أن حجتهم