تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الشورى

صفحة 23 - الجزء 2

  أو فاحشة يأتيها، فاسق دني إلى حرمة مسلم، فلا يجوز، للمسلم أن يأتي مثل ذلك في بريء ولا في حرمة، فافهم الفرق بين هذين المعنيين، (وقف على وجه هاتين الحالتين).

  ٢٥٧ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ} ... إلى قوله: {فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ ٤٥}⁣[الشورى: ٤٥]؟

  فقال: هذه صفة الكافر في يوم الدين، أخبر الله بما ينزل بهم فيه من الذل والخزي، ومعنى {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} فهم ينظرون بطرف خفي، والطرف الخفي فهو: الطرف الذليل الخاشع العي، وقد يدرك ذلك من نزل به بلاء في الدنيا، ويرى ذلك في طرفه ظاهرا لا يخفى، إذا قارب من يهابه من الجبارين أو واجه من يخشى منه من السلاطين، والخاشع فهو: المطأطئ الرأس المنكس إلى الأرض، ومعنى {الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ} فهو: من ذهب منه نفسه بالعذاب، وحصلت بسوء فعله في العقاب، {وَأَهْلِيهِمْ} فقد يخرج على معنيين: