ومن سورة الزخرف
ومن سورة الزخرف
  ٢٥٩ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ ٥}[الزخرف: ٥]؟
  فقال: معنى ذلك من الله سبحانه على معنى الاحتجاج عليهم والتقريع لهم، لما هم عليه من إسرافهم، يقول: أئذا كنتم قوما مسرفين، أيجوز لنا أن نصرف الذكر عنكم، أي: نتركه ونصرفه عنكم، ولا نقيم به الحجة عليكم، هذا ما لا يكون من فعلنا لأن مع إسرافكم نزول النقم عليكم، والنقم منا فلا تنزل إلا على من ثبتت عليه حجتنا، فكيف نضرب عنكم. الذكر صفحا بإسرافكم وقلة قبولكم. ونحن فلا تنزل النقمة بكم، إلا من بعد ثبات الحجة عليكم.
  ٢٦٠ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ ١٥}[الزخرف: ١٥]؟
  فقال: هذا إخبار من الله سبحانه بكفر من جعل لله من عباده شريكا في العبادة، فعبد من دونه شيئا من خلقه، كمن عبد الملائكة من دون الله، وكذلك كل من أطاع كافرا في ما يأمره به من معاصي الله وترك أمر الله، فقد عبد من أطاعة، لأن أكبر العبادة هي الطاعة، ومن أطاع عبدا من عباد الله في معصية الله، فقد جعل له جزأ من عمله، بل قد أخلص العبادة لغير ربه، إذأخلص الطاعة لمن هو مستسلم في يده، من أعدا الله ربه وخالقه.