ومن سورة الزخرف
  ٢٦٤ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ٣٦ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ٣٧}[الزحرف]؟
  فقال: معنى {يَعْشُ} فهو: يصد ويترك ويعرض عن ذكر الرحمن، {نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا} فهو: نخلي عليه شيطانا، لا أن الله تبارك وتعالى أمر الشيطان بذلك، ولكنه خلاه وإياه ولم يمنعه منه، فلما أن كان، ذلك منه كذلك جاز أن يقول: قيضنا، أي: تركنا وخلينا بينه وبينه، ولم يكن منا حاجزا له عنه ولا مانعا له منه.
  ٢٦٥ - وسألته عن قول الله سبحانه: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ٨١}[الزخرف ٨١]؟
  العابدون هم الآنفون: يقول الله سبحانه لمحمد: يا محمد قل لمن زعم أن لنا ولدا، إن كان للرحمن ولد كما تزعمون. فأنا أول الآنفين المبغضين عن عبادة من له ولد.
  ٢٦٦ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ ٨٨ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ٨٩}[الزخرف ٨٨ - ٨٩]؟
  فقال: هذا خبر من الله سبحانه عن قول نبيه، أن من قدر يؤمن به، فأمره الله أن يصفح عنهم، ومعنى يصفح: أن يتركهم ويرفضهم، ومعنى قوله: {وَقُلْ سَلَامٌ} أي قل أمرا حسنا جميلا، يثبت به عليهم الحجة، ويسلم به من أذيتهم، وقوله: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ٨٩} يقول: قل لهم فسوف تعلمون صدق ما جئت به وحقيقة ما اعذرت وأنذرت منه.