ومن سورة الجاثية
  عَلَى سَمْعِهِ} - هاهنا في هذه الآية - {وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً} فهو: بالخذلان له، وترك التسديد له، لما يُسدد له المؤمنين لا أنه فعل به شيئا من ذلك، ولاحال بينه وبين الاهتداء تقدس الله عن ذلك وتعالى، {فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ٢٣} يقول: من يوفقه للصواب إن خذله الله، أو يرشده إن تركه الله، {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ٢٣}[الأنعام: ٥٠]، في ذلك فتعلمون في ذلك أنه لا هادي لمن خذله الله، ولامرشد لمن لم يرشده الله.
  ٢٧٤ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٢٨}[الجاثية: ٢٨]؟
  فقال معنى {جَاثِيَةً} فهي: باركة على ركبها، منتظرة لما يكون من حكم الله فيها، ومعنى {تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} هو: ما علم من فعلها، توقف عليه وتدعا إلى جزائه، خيراً فخيرا، أو شرا فشرا. ومعنى {كِتَابِهَا} (فهو: ما علم من فعلها تجازى عليه وتدان به).