ومن سورة الأحقاف
  ٢٧٦ - وسألته عن قول الله سبحانه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} ... إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ١٠}[الأحقاف: ١٠]؟
  فقال: هذا كلام تحته ضمير، يريد: قل إن كان من عند الله وكفرتم به، ألستم متعرضين للنقمة أن تنزل بكم؟! فأما قوله {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ}، فالشهادة التي هي مثل هذه التي شهد بها شاهد بني إسرائيل فهي: الشهادة التي شهد بها مؤمن آل فرعون، مثل هذه الآية، وضميرها مثل ضميرها، سواء سواء، وهو قوله: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} ... إلى قوله: {مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ٢٨}[غافر: ٢٦]، فشهد بأنه إن كان موسى صادقا، أصابهم بعض ما يعدهم به موسى من النقم من تكذيبهم بآيات الله، فهذا معنى {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ}[الأحقاف: ١٠]، يريد: على مثل الآية الأولى وضميرها، على أن من كذب بآيات الله ورسله، نزل به من الله تبارك وتعالى ما نزل بغيره من النقم المهلكات، والآفات المتتابعات.