تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الأحقاف

صفحة 50 - الجزء 2

  يستجاز في ذي الجلال والإكرام، أنه جعلها لهم رزقا، وأعطاهم إياها عطاء حقا، في دار الدنيا، ثم حرمهم إياها في الآخرة التي تبقى عقوبة على أخذ ما أعطاهم، وقبول ما امتن به عليهم وأتاهم، وفي ذلك ما يقول الله ø: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ٥١}⁣[المومنون: ٥١]، فأمر رسله أن يأكلوا من الطيبات، وأن يعملوا له ما يرضيه من الصالحات، وفي أقل من ذلك ما أجزا من كان ذا حجا، والحمد لله العلي الأعلى.

  وأما قوله سبحانه: {بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ٢٠}، والإستكبار فهو: الجرأة على الله الواحد الجبار، والمخالفة له في أمره، من ذلك التجبر على عباد الله في أرضه. والفسق وهو: الفسق في الدين، والفسق في الدين فهو: المخالفة لرب العالمين، وصلى الله على محمد النبي وعلى عترته الأخيار وسلم.