تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الحجرات

صفحة 63 - الجزء 2

ومن سورة الحجرات

  ٢٨٤ - وسألته عن قول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ١}⁣[الحجرات: ١]؟

  فقال: هذا نهي من الله سبحانه للمؤمنين، أن يقدموا بين يدي الله ورسوله في شيء من الأشياء، ببسط أمر أو أخد أو إعطاء، أو إيمان عدو أو مسالمة أو لقاء، دون الله ورسوله، والأذن في ذلك من الله ونبيه.

  ٢٨٥ - وسألته عن قول الله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ}⁣[الحجرات: ٣] إلى آخر الآية؟

  فقال: هذا ثباء من الله تبارك وتعالى على من يفعل ذلك عند رسول الله ÷، إجلالا له وتعظيما، مما يكون من غض صوته وتكريما، فأثنى الله على من فعل ذلك، وأخبر أنه ممن قد امتحن الله قلبه للتقوى، وامتحان الله لقلبه فهو: بما أمره به، من تعظيم نبيه، وإجلال ما جاء به ÷ من وحيه، فكان غضهم للأصوات عنده قياما منهم لمؤكد المحنة، وكان قيامهم بالامتحان تقوى منهم وإيمانا.