تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الحجرات

صفحة 65 - الجزء 2

  ٢٨٧ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} ... إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٩}⁣[الحجرات: ٩]؟

  فقال: هذا أمر من الله سبحانه لنبيه وللمؤمنين، فيمن تشاجر وخرج بالجهل والمعصية إلى ما ذكر الله من القتال، فأمرهم إذا صارت فئتان من المؤمنين إلى هذا الحد أن يصلحوا بينهما، ويمنعوهما من التقاطع في فعلهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى وأبت القبول، وأقلبت الأخرى إلى الحق في الفعل والقول، قاتلوا التي تبغي وتأبى، حتى تفيء إلى الحق والتقوى، والمقاتلة فهي: المحاربة بالطعن والضرب والرمي، أبدا حتى ترجع إلى ما خرجت منه من النصفة، وتترك ما صارت إليه من البغي والحمية، ثم قال سبحانه: {فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٩} ومعنى {بِالْعَدْلِ} فهو: بالحق، ومعنى قوله {وَأَقْسِطُوا} فهو: تحروا الحق في ذلك واعدلوا، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٩} يقول: يحب العادلين المحقين، وقوله: {فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} يدل على أنه أراد فإن لم تف فقاتلوها، حتى تفنوها وتهلكوها وتبيروها، أو ترجع إلى الحق الذي منه خرجت، وتترك الباطل الذي فيه دخلت.

  ٢٨٨ - وسألته عن قوله سبحانه: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ١١}⁣[الحجرات: ١١]؟