تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الحجرات

صفحة 67 - الجزء 2

  الأثم والردى، ثم قال سبحانه: {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا} يريد سبحانه: ولا تجسسوا من طريق طلب العيب من إخوانكم، والبحث أن تجدوا لهم عيوبا تعيبونهم بها، من بعد أن قد شهدتم بالإيمان لهم، وأقررتم بالتقوى لهم، فهذا الذي نهى الله المؤمنين أن يتجسسوا عليه وفيه وله.

  فأما من كان ذا تهمة من أهل الزلة والعثرة، والدخول في ما يسخط الله من المعصية، فالتجسس عليه واجب ليظفر به، ويشهد على فعله، فيقام واجبات حدود الله عليه في صنعه، فيكون ذلك نكالا له ولغيره من شكله، وأما قوله: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}، فهو: نهي منه سبحانه عن أن يقع بعضهم في بعض، أو يرميه بالباطل والبهتان، أو بالظن الكاذب في بعض الشان.

  ثم قال سبحانه: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} بالأغتياب له من ورائه، وجعلهما سيان في كل معنى، وفي ذلك مايروى عن رسول الله ÷