ومن سورة ق
  والثمار المذللات، اللواتي قد جمعن كل الثمار، وجرت فيها بينهن وخلالهن الأنهار، فما كان هكذا فالعرب تسميه جنانا، فعلى ذلك يخرج ما سمي حصيد اليبسة وبلوغه واستحساده، فكل شيء بلغ غايته وينع تسمية العرب مستحصدا، وحصيدا، أي: قد جاء وقت حصاده وقطعه، وبلغ غاية وما ينتظر به وأخذه.
  ومعنا قوله: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ}، فالباسقات هن: الطوال المشرفات، المرتفعات الساميات، {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ١٠} فالطلع هو: هذا الطلع الذي يخرج في النخل المعروف، ومعنى {نَضِيدٌ ١٠} فهو: منضود بعضه على بعض، مداخل بعضه في بعض، مجتمع متقارب، وتلك صفته ما دام في أكمامه، حتى تنفلق عنه أغشيته، ثم تنفرق من بعد التناضد شماريخه، وتتباعد خيطانه.
  ٢٩٦ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ١٥}[ق: ١٥]؟
  فقال: هذا تقريع من الله للكافرين، وإخزا منه بالتبكيت للمكذبين، الذين كذبوا النشأة الآخرة، وأنكروا ما ذكر في البعث والقيامة، وكبر ذلك في صدورهم، ولم يوقنوا برد الأبدان بعد بلائها وفنائها، وتفرقها في الأجداث