تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة ق

صفحة 80 - الجزء 2

  معنى {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ} فهو: بما أظهر له من المعاينة لما كان فيه شاكا، وعن العمل له معرض، حتى رآه عيانا، وواجهه صراحا، {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ٢٢}، فهذا مثلٌ مثَّل به الله له، يريد به إنك كنت من قبلُ تكذب بهذا وبرؤيته، فقد أصبحت اليوم حديد البصر بمعاينته، وزال عنك الخبر، ووقع العيان.

  ٢٩٩ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ٢٣}⁣[ق: ٢٣]؟

  قال: القرين الذي يقول: هذا، فهو: الصاحب الفاسق المغوي له في الدنيا، والمشارك له في الإثم، من جني موسوس مغوي، أو أنسي ردي فاجر مؤذي، معنى {مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ٢٣} فهو: ما عندي ولي، مما استوجبه بفعلي {عَتِيدٌ ٢٣} فهو: مقيم، وهو عذاب الله الأليم النازل به، وبقرينه المشارك له في آثامه.

  ٣٠٠ - وسألته عن قول الله سبحانه: {قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ٢٨ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٢٩}⁣[ق: ٢٨ - ٢٩]؟ فقال: أخبر سبحانه باختصام الفاجر وقرينه، وتلاومه هو ونظيره، فكان من رد الله عليهما، حين كان عنهما ما كان من قولهما، أن قال: {لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ}