ومن سورة الطور
  ٣١٦ - وسألته عن قول الله سبحانه: {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ٢٦ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ٢٧}[الطور: ٢٦ - ٢٧]؟
  فقال: هذا قول من المؤمنين، عندما ينجيهم الله في الآخرة من العذاب المهين، يخبرون أنهم كانوا في الدنيا وهم بين أهليهم مشفقين من عذاب الله، ومعنى {مُشْفِقِينَ ٢٦} فهو: خائفون وجلون، فمن الله علينا بصرف ما كان منه وجلنا وأشفاقنا، من عذاب السموم، وإنما اشتق السموم من الأمر الشديد من وجه السموم، و {السَّمُومِ ٢٧} فهي: النار ذات الحريق، والحر المهيل، ومنه اشتق اسم السموم للريح الحارة الشديدة الحر التي يلفح الوجوه منها، كمثل لفح وهيج النار.
  ٣١٧ - وسألته عن قول الله سبحانه: {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ٢٩}[الطور: ٢٩، ]؟
  فقال: هذا أمر من الله، أمر به نبيه ÷ أن يُذكّر به ويدعوا إليه، ثم أخبر أنه ليس كما يقول الكافرون فيه، ويقذفونه به من الكهانة والجنون، فنفى الله ذلك عنه، فقال: {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ٢٩} بل أنت الرسول الكريم الأمين.
  ٣١٨ - وسألته عن قول الله سبحانه: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ٣٠} إلى قوله: {سَحَابٌ مَرْكُومٌ ٤٤}[الطور: ٤٤]؟
  فقال: هذا إخبار من الله عما يقول الكافرون في رسول الله ÷، كانوا يقولون: إنه شاعر لا رسول، وكان بعضهم يقول لبعض، تربصوا به ريب المنون، معنى تربصوا فهو: تنظروا وتوقعوا ريب المنون، والريب فهو: