ومن سورة النجم
  {وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى ٤٧}، يقول سبحانه: إن عليه أن يبعث الخلق ويردهم بعد فنائهم ويودهم أحياء، يحاسبهم ويعاقبهم ويثيبهم بأفعالهم المتقدمة، فالبعث من القبور هي: النشأة الأخرى، والنشأة الأولى: فابتدأ الخلق من النطفة في الرحم بشرا كاملا.
  {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ٤٨}، معنى {أَغْنَى} فهو: رزق وأعطى، ومعنى {وَأَقْنَى ٤٨} فهو: رزق وكفى، وتولى كفاية عبيده، وأرزاق خليقته.
  {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى ٤٩}، والشعرى: نجم معروف في السماء، وفي ذلك ما يقول الشاعر:
  نظرتكم العَشَاء إلى سهيل ... أو الشِعرى فطال بي الأناء
  يقول: انتظرت قِراكم أن يأتي إلى طلوع سهيل أو طلوع الشعرى، فطال بي الانتظار، ولم يأت شيء، {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى ٥٠ وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى ٥١ وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى ٥٢}، معناه: يخبر سبحانه أنه الذي أهلك عادا الأولى، ومعنى {الْأُولَى ٥٠}: الأولة، {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى ٥١} فلم يبق منهم أحدا لما أن عقروا الناقة، وعصوا صالحا، {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ