تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة النجم

صفحة 114 - الجزء 2

  كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى ٥٢}، يقول: أظلم من ثمود وأطغى، ومعنى: {وَأَطْغَى ٥٢}، فهو: أبغى وأشر وأردى.

  {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى ٥٣}، معنى {أَهْوَى ٥٣}، فهو: أهلك وأردى {فَغَشَّاهَا} - الله من عذابه - {مَا غَشَّى ٥٤}، ومعنى {غَشَّى ٥٤}، نزل عليهم وابتلى. {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى ٥٥} يقول: ففي أي آلاء ربك تشك، والآلاء فهي: الايات - هاهنا - والابتلاء.

  {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى ٥٦}، معنى {نَذِيرٌ} فهو: مبلغ معذر منذر، {مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى ٥٦} يريد: كالنذر الأولى، يخبر أنهم قد أنذروا كما أنذر الأولون، فإن عصوا كما عصوا أهلكوا كما أهلكوا.

  {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ٥٧}: قربت القريبة، {الْآزِفَةُ ٥٧} فهي: القيامة الأخرة.

  {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ ٥٨}، يقول: ليس لها من بعد مجيء الله بها دافع ولا مؤخر.

  {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ٥٩ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ٦٠ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ ٦١}، يريد سبحانه: أفمن إخبارنا إياكم بالآزفة، وقرب الآخرة، انقطع كلامه، لخزف ما أمامه وقدَّامه.

  {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ٦٢} أمر منه سبحانه لهم بالإيمان، والتصديق بما جاء به رسولهم من الوعد والوعيد، والسجود، فهو وضع الجبهة على الأرض، والعبادة بالقول والطاعة.