ومن سورة القمر
  ٣٢٦ - وسألته عن قول الله سبحانه: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ١٩ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ٢٠}؟
  فقال: هذا إخبار من الله سبحانه بما أرسل على عاد من ريح الصرصر، وريح الصرصر فهي: الريح الباردة الشديدة العظيمة القوية، {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ١٩ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ٢٠}، يريد: تنزع نفوس الناس من أبدانهم تخرجها من جثثهم حتى تبقا أبدانا مطرحة ميتة، لا أرواح فيها، {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ٢٠}، شبه جثثهم وعظمها، بأسافل النخل الساقط المتقلع، المنقعر فهو: المتقلع من أصله.
  ٣٢٧ - وسألته عن قول الله سبحانه: {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ ٢٧ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ ٢٨}؟
  فقال: معنى {مُرْسِلُو النَّاقَةِ} أي: جاعلوا الناقة، {فِتْنَةً لَهُمْ} أي: محنة لهم، {فَارْتَقِبْهُمْ} أي: انتظر معصيتهم فيها، {وَاصْطَبِرْ ٢٧} أي: أصبر حتى يعصوا في فعلهم، فيرا ما يجب فيهم، {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} يقول: أعلمهم وقل لهم، أنا قد قسمنا الماء بين الناقة وبينهم، فيوم لها شربه كله، لا يشربون معها، ولا يردون الماء يوم وردها، ويوم لهم لا ترد فيه الناقة عليهم، {كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ ٢٨} يقول: كل يوم فهو شرب لأهله، يشربون فيه الماء ويحتضرونه، ومعنا يحتضرونه: يشهدونه فكانوا كذلك حتى عقروا الناقة،