تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة القمر

صفحة 122 - الجزء 2

  فنزل بهم عذاب الله، فكانوا كهشيم المحتظر، والعذاب الذي نزل بهم فهو ما ذكر الله من الصيحة الواحدة.

  والصيحة فهي: الأمر الذي نزل بهم فأهلكهم، {كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ٣١} فهو دقاق ما قد بلي من الشوك والعيدان، الذي احتظر به المحتظر على نفسه وغنمه، ثم طال عهده، فبلى وتفتت، وهو شيء كانت العرب تفعله يجمع الرجل الشوك والعيدان فيحظره حظيرة، على غنمه، حتى لا يخرج منها شيء، فشبه الله هؤلاء الذين أهلكهم بهشيم ذلك الشوك، الذي جعل حظيرة بعد فنائه وبلائه.

  ٣٢٨ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا}؟ فقال الحاصب هو: الرمي الذي وقع بهم، والرجم الذي نزل من السماء عليهم.

  ٣٢٩ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ}؟ فقال: هو لوط صلى الله عليه، راوده هؤلاء المرجومون ليسلم إليهم ضيفه، وهم الملائكة المقربون، وكانوا يظنون أنهم فتية آدميون فطمس الله أعينهم، ومعنا طمس أعينهم فهو حجبناها عن رؤيتهم، ومنعناها عن الوقوع على ملائكة ربهم.

  ٣٣٠ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ٤٣ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ٤٤ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ٤٥