ومن سورة القمر
  فقال: شبه سبحانه قصص من ذكر في هذه السورة ممن أهلكهم من القرون بكفرهم، ثم قال: {أَكُفَّارُكُمْ} يعني: قريشا والعرب، {خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ} يقول: من أولئك الذين قصصنا عليكم هلكتهم، {أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ٤٣} يقول: أهم خير فنصرف عنهم ما أوقعناه بغيرهم، ممن كفر ككفرهم، {أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ٤٣} والزبر: فهي كتب الله من التوارة والإنجيل والزبور والفرقان، يقول: هل لكم من الله حكم بالبراءة مما وقع بغيركم فأنتم تجترون لذلك على ربكم.
  {أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ٤٤} يريد: أم يقولون: يا محمد نحن لكثرة جماعتنا وعددنا منتصرون من جنود الله إن قاتلتنا، فهذا قليل من جهلهم، وضعف رأيهم، وقولهم: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} الذي به يدلون، وعليه من دون الله يتكلون، حتى ينهزموا من جند الله ويولون أدبارهم، هاربين من أولياء الله.
  ٣٣١ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ٥١}؟
  فقال أشياعكم هي: أمثالكم ونظراؤكم، وإخوانكم في كفركم، {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ٤٠}، يقول: هل من مدكر أو معتبر؟!
  ٣٣٢ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ ٥٢} ... إلى آخر السورة؟
  فقال: الزبر هنا هي: العلم، يقول: كل شيء فعلوه وأحدثوه وقالوه، هو في علمنا ثابت مستقر، لا يزال منه ما كبرو ما صغر، {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ٥٣} معنى {مُسْتَطَرٌ ٥٣} فهو: مكتوب، ومعنا مكتوب فهو: محفوظ {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ٥٤}، فالنهر نهر الأنهار التي تجري في الجنان، ومعنى {مَقْعَدِ