ومن سورة الرحمن
  يُسمى دجله، والبحر المالح الذي بمصر إلى فارس، وهما يلتقيان بموضع يقال له: رأس نهر السند، عند مفضاه من البصرة، ومعنا {يَلْتَقِيَانِ ١٩} فهو: جعلهما يلتقيان ويصطدمان، وقدرهما على ذلك سبحانه من الشأن، فيلتقي البحران حتى ينظر إليهما الناظر بالعينين، وتقف السفن على ملقتاهما، فينظر شق السفينة هذا أخضر، وشقها هذا أبيض، يشرب من يمينها مالحا، ومن يسارها عذبا، ليس بينهما سد يحجزهما، ولا معنى {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ٢٠}.
  والبرزخ فهو: فعل الله تبارك وتعالى فيهما، وتقديره لالتقائهما وإصطدامهما، وما حجزهما به من قدرته سبحانه عن اختلافهما كما قال ذو الجلال والسلطان: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ٢٠}، ومعنى {يَبْغِيَانِ ٢٠} فهو: لا يجوزان ما جعلا له، ولا يقدران على أن يخرجا مما ركبا عليه.
  {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٢١ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ٢٢} فاللؤلؤ هو: اللؤلؤ المعروف، المستغنى بفهم من سمع ذكره له من تفسير