ومن سورة التغابن
  مقيمين فيها، {أَبَدًا} أي فهو: دائم سرمد لا انقطاع له ولا فناء، ولا غاية لمدته ولا انقضاء، {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٩} معنى {ذَلِكَ} هو: ذلك الفعل الذي فعلناه، لمن أدخلناه جنتنا وأعطيناه ثوابنا وأتلناه {الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٩} يقول: ذلك العطاء هو الفوز العظيم، والخير الكثير الجسيم.
  ثم أخبر سبحانه بمحل الكافرين، ومصير المكذبين، فقال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٠} فهو: خالفوه وعصوا، ولم يستكبروا وما أولوا وأعطوا، من إرسال المرسلين إليهم، وإثبات حجج الله سبحانه بالتبليغ فيهم، {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} معناها: كذبوا بأمرنا، وجحدوا رسلنا، ولم يقروا بشيء من آياتنا التي بعثنا بها رسلنا، والآيات فهي: المعجزات، وما جاء به الرسول، وأراه الخلق من آيات الله التي لا تكون إلا منه، ولا تأتي إلا عنه، ومن الآيات ما أرسل به الرسل من الأمر والنهي فكذب الكافرون بذلك كله، وجحدوا ما جاء به عن الله من نوره {أُولَئِكَ} معنى {أُولَئِكَ} فهم: الذين فعلوا ذلك، هم {أَصْحَابُ النَّارِ}، ومعنى {أَصْحَابُ النَّارِ} فهم: سكانها وأهلها، {خَالِدِينَ فِيهَا} معناها: مقيمين فيها أبدا، لا يخرجون منها إلى غيرها، ولا يزالون حالين طوال الدهور فيها، {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٠} معنى {وَبِئْسَ} فهو: شر موئل ومصير، ومكان وقرار، والمصير فهو: المكان الذي يصار إليه، ويقام فيه، ومعنى يصار إليه فهو: يحل فيه، ويرجع إليه.
  {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ١١}، معنى {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ} فهو: كل ما أصاب من مصيبة، ومعنى {أَصَابَ} فهو: وقع ونزل، ومعنى {مُصِيبَةٍ} فهو: نازلة من محنة أو نقمة، أو