ومن سورة التغابن
  يناله: {وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا} معنى {وَاسْمَعُوا} فهو: يتمروا إذا أمرتم، وانتهوا إذا نهيتم، {وَأَطِيعُوا} معناها: أطيعوا الله في إقامة فرصة، وأطيعوا الرسول فيما يأمركم من ذلك به.
  {وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ} يقول: أنفقوا من أموالكم ما يكسبون به الخير لأنفسكم، والخير فهو: الأجر.
  {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ} فمعنى {يُوقَ} فهو: يوقى، ومعنى يوقى فهو: يصرف عنه، ويكفى شح نفسه ومعنى {شُحَّ نَفْسِهِ} فهو: شر الشح وبلاؤه، ونازلته وشقاؤه، واثمه ولؤمه وأذاه، لأن من كان ذا شح ولؤم، كان عند الله مدحورا ملوما، وعند الناس مقبحا ملوما، فأخبر الله سبحانه أن من يوق شح نفسه وشره، {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٦} فطرح بلاء وشر وشح نفسه، وهو يريده، والمعنى على ذلك كما قال سبحانه: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ}[البقرة: ٩٣]، وانما والمعنى: وأشربوا في قلوبهم حب العجل، فطرح حب، وهو يريده، والعرب تفعل هذا، تطرح ما كان مثل هذا المعنى وهي تريده، وكذلك قال الله سبحانه: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا}[يوسف: ٨٢]، أراد أهل القرية، وأهل العير، وفي ذلك ما يقول شاعر من العرب:
  إلا أنني سقيت أسود حالكا ... الا يجلي من الشراب الأبجل
  وإنما أراد أني سقيت سم أسود حالك، يعني: سم الحية السوداء، فطرح السم