ومن سورة الطلاق
  ويخوف به المخوفون ويؤمر به المأمورون، لا ينفع إلا من كان بالله مؤمنا، وباليوم الآخر مصدقا موقنا، ومعنى {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} فهو: يصدق بالله ويتيقيه، في كل ما يفعله ويأتيه، {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} فمعناها: يوقن باليوم الآخر، ويصدق بما فيه من العقاب والثوب.
  {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢} {يَتَّقِ اللَّهَ} فهو: يؤمن بالله ويخافه ويتقيه، {يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢} معناها: يجعل له بقبول التوبة من ذنوبه مخرجا، مع ما يجعل له من المخارج والتوفيق والتسديد والمعونة والتأييد، الذي من ناله ورزقه اتسع عليه أمره، وانفسح عليه شأنه.
  {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}، يقول: يسبب له رزقه من حيث شاء سبحانه، من الوجوه التي لم يحتسب العبد التقي، ولم يرجها فيما كان يرجو. {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} معنى {يَتَوَكَّلْ} فهو: يعتمد، ويتوكل على الله في أمره، ويسند ليه بالثقة به مهمات أمره، {فَهُوَ حَسْبُهُ} يقول هو: غايتة وكفايته، ومنتهى بغيته، ورأس حاجته، وأقصي إرادته. معنى {بَالِغُ} فهو: قادر، ومعنى: {أَمْرِهِ} فهو: إرداته، فأخبر سبحانه أنه يبلغ ما أراد وشاء، ولا راد لحكمه، ولا صارف لأمره.
  {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ٣} معنى {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ} فهو: قد فعل الله وركب وميز وعين، {لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ٣} يقول: لكل شيء مقدار ركبه وأوقعه سبحانه بقدرته فيه.