ومن سورة الطلاق
  الصبي، فيقول: أدفعوا ذلك إلى أمهات أولادكم إن أرضعن لكم، فهن أحق بذلك من غيرهن، وأولى برضاع أولادهن، إن أردن ذلك وشئنه، وطلبنه وبغينه، ومعنى {وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ}: تشاوروا بينكم، ياهذا الرجل ويا هذه المرأة في أمر رضاع هذا الصبي، والمعروف فهو: الأمر الحسن، يريد: تواصوا بينكم في رضاعه بأمر جميل، لا تشط المرأة على الرجل في إرضاع ولده، فتزداد عليه فوق ما يجب، وتعنته فيما يطلب، ولا يعنتها بالاقلال لها ويشط عليها في رضاع ولدها بالوكس لها مما يجب لمثلها.
  ألا تسمع كيف يقول سبحانه في تصحيح ما ذكرنا، وتفسير ما شرحنا، من قوله: {وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ} حيث يقول: و {وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ٦}، يقول: إن تعاسرتم في أمر الشرط الذي يكون لها على إرضاعها لولدها، فلابد أن ترضع له أخرى يقول سبحانه: إن طلبت المرأة شططا، فسترضع الرجل ولده غيرها من النساء، بدون ما طلبت من الأجر والعطاء، وإن طلب أبو الصبي من أمه رضاعا بوكس من الآجره، وعسر عليها في الانفاق فلا أن يسترضع غيرها أن تركت الولد أمه، فينفق ويخرج، وينفق للمرضع الأخرى فوق ما أراد بعطي أم الصبي، فأخبر سبحانه أنه لابد من الحق، وأن من عند منهما عن الحق، فستوجد للصبي مرضعا بالحق، الذي عند منهما عنه. {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}، يقول: ذو الجدة من جدته وذو المقدرة من مقدرته على النفقة من نفقته