ومن سورة آل عمران
  وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ١١١}[الإسراء: ١١١] ومثل سورة الحمد، ومثل قوله: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة: ٢٥٥] الآية كلها، وغير ذلك مما كان من الآيات المحكمات، اللواتي لا يدخلهن التأويلات، ولا يختلف فيهن القالات، والأمهات فهن: اللواتي ترد إليهن المتشابهات، وأم كل شيء فأصله، وأصله فمحكمه، الذي يرد إليه الفروع والإختلاف، ويقع بالرجوع إليه بعد التشاجر و الإيتلاف.، والمتشابهات فهن: ما حجب الله عن الخلق علمه من الآيات، اللواتي لا يعلم تأويلهن غير رب السموات، كما قال الله {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}[آل عمران: ٧] فأخبر أنه لا يعلم تأويله غيره، وأن الراسخين في العلم إليه يردونه، إذ لم يعلموه، وإذ حجب عنهم تأويله فلم يفهموه، مثل {يس ١}[يس: ١]، و {حم}، و {الر}، و {طسم}، و {كهيعص}، و {الم} و {الر} و {المص} و {ص}.
  و ما كان من المتشابه مما يحتاج الخلق إلى فهمه، فقد أطلع الله العلماء الذين أمر بسؤالهم على علمه، وهو ما كان تأويله، مخالفا لتنزيله، مثل قوله سبحانه: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ٢٢ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٢٣}[القيامة: ٢٢ - ٢٣] ومثل قوله: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[الزمر: ٦٧] (ومثل قوله: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ}[الرحمن: ٧٨] ومثل ما ذكر الله من الضلال والإملاء، وغير ذلك مما ذكر تبارك وتعالى) مما