ومن سورة التحريم
  كان من إفشائها له، {عَرَّفَ بَعْضَهُ} فهو: عرفها بعض ما أفشت عليه، وبعض ما كان منها فيه، {وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} ومعنى {وَأَعْرَضَ} هو: ترك ولم يخبر، ولم يكبت ببعض ما كان منهم في ذلك، فكان الذي عرفها من فعلها أنه قال لها: لم أخبرت أباك بما استكتمت، وأخبرت حفصة وعمر؟! وقد جعلت ذلك لي عندك سرا، وأعرض صلى الله عليه وعلاآله عما قيل: أنه كان منهم في ذلك فلم يذكر منه شيئا.
  {فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ} يقول: أعلمها بأنه قد علم بأمرها، واطلع على ما كان من إفشائها سره الذي كان عندها، {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا}؟! معنى {مَنْ أَنْبَأَكَ}: من أعلمك وأخبرك بهذا الذي كان مني، من إفشاء سرك، وإظهار أمرك، {قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ٣} معنى {قَالَ} فهو: تكلم وذكر، وقال وأخبر، {نَبَّأَنِيَ} يقول: أعلمني وأخبرني، {الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ٣} فهو: رب العالمين، الذي