تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة آل عمران

صفحة 169 - الجزء 1

  ومن معه على ذلك من فعلهم، وعَرَّفوهم بما كان من عملهم، وقد يكون الميزُ من الله لهم، بما حكم به في الأخرة عليهم ولهم، من الثواب للمتقين، والعذاب للفاسقين.

  ٤٣ - وسألني: عن قول الله تبارك وتعالى: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ}⁣[آل عمران: ١٥٤] فقال: ما معنى {كُتِبَ}⁣[آل عمران: ١٥٤]، وما الكتاب؟ فقلت: الكتاب يكون على ثلاثة معاني: وكلها - والحمد له - بَيَّنٌ، مبين عند من رزقه الله المعرفة بالكتاب والتفسير:

  فمنها العلم، وهو ما سألت عنه، وما كان في الكتاب، مثل قول الله: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ٩٤}⁣[الأنبياء: ٩٤] يريد: بكاتبين عالمين، ومثل قوله في آخر سورة الحج: {أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ٧٠}⁣[الحج: ٧٠] يريد سبحانه وجل عن كل شأن شأنه، بقوله في {كِتَابٍ} أي: في علم معلوم، عند الله غير مكتوم.

  والثاني: معنى الحكم من الرحمن، وفي ذلك ما يقول في واضح الفرقان: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} ... إلى قوله: {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}⁣[الأحزاب: ٦] فقال: في كتاب، وإنما أراد: في حكم الله. وكذلك قوله: {وَالطُّورِ ١ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ٢}⁣[الطور: ١ - ٢]، يقول: في الحكم مثبتا