ومن سورة الملك
  يقول: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ} كل كافر من الجن والأنس، {عَذَابُ جَهَنَّمَ} فهو: أغلالها وسعيرها، وسلاسلها وحريقها، وبلاؤها، وجهنم فهي: النار، {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ٦} معناها: شر موئل يؤول فيه، ومصير يُصار إليه.
  {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا} فمعنى {أُلْقُوا فِيهَا} هو: طرحوا فيها وصيروا إليها، {سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا} يقول: سمعوا لها زفيرا، والزفير فهو: الشهيق، والشهيق: فهو الزفير، والزفير: فهو الحنين والتاجج العظيم الكبير، الذي يهول سامعه ما يسمعه من حنينه، فضلا عن مقاربته ومباشرته، {وَهِيَ تَفُورُ ٧} فمعنى {تَفُورُ ٧} هي: تغلي بأهلها، وتقلبهم في أعالي لهبها، ترفعهم تارة وتضعهم، وتشويهم تارة وتفسخهم.
  {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ}، معنى {تَمَيَّزُ}: تكاد تنقطع قطعا من الغيظ على من عصى، وتولى عن أمر الله وأبى، ومعنى {الْغَيْظِ} فإنما هو: مَثَلٌ من الله تبارك وتعالى ضربه فيها، يريد جل ذكره أن فعلها بأهلها، من أكلها لهم وإحراقها، وعظيم ما جعل الله فيها، وركبها عليه من الفوران والإتقاد، وسرعة الإحراق، لما يقع فيها بالمتغيظ المتحسر الغضبان، الذي قد داخله من الغيظ أمر، فَشَبَّه الله سبحانه أمر جهنم وتأججها وحركتها وحسها، وفعلها بمن طرح فيها، بفعل المغتاظ الغضبان؛ لا أن جهنم تغتاظ ولا ترضى، ولا تميز بين من أطاع ولا بين من عصى، غير أن الله ø قد ركبها وجعلها نقمة محرقة لمن وقع فيها، فصار بحكم الله سبحانه إليها.
  {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ٨} معنى {كُلَّمَا} هو: إذا، ومعنى {أُلْقِيَ} فهو: طرح فيها، ورمي إليها، والفوج فهو: الجماعة الكبيرة، {سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا} معناه: استخبروخم عن أمرهم وسألوهم عما