تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الملك

صفحة 240 - الجزء 2

  كانوا فيه في حياتهم، و {خَزَنَتُهَا} فهم: ملائكة الله الذين يخزنونها، ومعنا يخزنونها فهو: يحفظون من فيها، ويعذبون أهلها، ويمنعونهم من الخروج منها، {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ٨} أي فهو: سؤال من الملائكة لهم على طريق التقريع والتوبيخ منهم لهم، على طريق الشك في أن النذير قد جاءهم، فقالت الملائكة صلوات الله عليها: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ٨}؟!، ينذركم هذا اليوم، ويحذركم هذا العذاب.

  {قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا}، فأقر أهل النار بأن النذير قد جاءهم، في قولهم: {بَلَى قَدْ جَاءَنَا} ومعنى {بَلَى} فهو: نعم، ومعنى {جَاءَنَا} فهو: أتانا وكلمنا، وأعذر وأنذر إلينا، {فَكَذَّبْنَا} يقول: صددنا عن ربنا، ولم نصدق رسولنا، {وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} معنى: أي تكلمنا وذكرنا، واعتقدنا وأضمرنا، أنه لم ينزل الله مما جاء به الرسل شيئا، وأن ذلك كان منهم كذبا وعتوا.

  {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ٩} فأخبروا الملائكة خزنة جهنم À، بما كانوا يقولون للرسل المرسلين من قولهم لهم: {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ٩}. والضلال الكبير فهو: الكذب والخطأ، العدول عن الحق والهدى، الكبير فهو العظيم الكبير.

  {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ١٠}، فهذا قول من الكافرين من أهل النار المعذبين، معنى {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ} فهو: لو كنا في حياتنا نسمع قول الأنبياء، ومعنى نسمع قولهم: فهو نطيع أمرهم، ونصير إلى أمرهم وقولهم، {أَوْ نَعْقِلُ} معنى {نَعْقِلُ}: أي لو كنا نعقل ما جاؤا به، ومعنى