ومن سورة آل عمران
  مفروضا. ومن ذلك قوله: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ}[المائدة: ٤٥] وقال: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا} يريد: وحكمنا عليهم فيها، فذكر أنه حكم على بني إسرائيل، بما ذكر من النفس بالنفس، ومعنى قوله {فِيهَا} في التوراة التي أنزلها على موسى صلى الله عليه، وما أشبه ذلك في القرآن، مما أراد به الحكم على الإنسان.
  والمعنى الثالث: فهو إسم الكتاب المنزل نفسه، مثل قوله: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ٨٩}[النحل: ٨٩] فأراد بذلك: هذا الكتاب الكريم، الذي يخط في الصحف والدفاتر، وتعيه وتطمئن عليه الصدور والضمائر. ومثل ذلك قوله: وما أقسم به في كتابه وتنزيله، حين يقول {وَالطُّورِ ١ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ٢} وما كان في الكتاب مثل هذا وغيره، مما أراد به تفسير تنزيله ووحيه، فعلى هذا الثلاثة معاني يخرج معنى الكتاب، ولن يوجد معنى رابع بسبب من الأسباب.