تفسيرسورة القلم
  {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ ٤٠}؟! يريد بقوله: {سَلْهُمْ} أي: ناظرهم، وافتش أمرهم واستخبرهم أيهم بهذا القول والخبر زعيم؟ معنى {زَعِيمٌ ٤٠}: كفيل ضامن، يضمنه لهم حتى يأتيهم من قِبَلِه ما أحبوا، وتكون كفالته به آتية على ما طعموا، فلن يكون ذلك أبدا، ولن يتزعم به منهم صغير ولا كبير أصلا.
  {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ٤١}؟! معنى {أَمْ لَهُمْ} هو: هل فيهم؟! وهل هي معنى أم، وقامت {لَهُمْ} مقام (فيهم) لأنها من حروف الصفات، أراد سبحانه هل فيهم لنا شركاء شاركونا في خلقهم؟! وأعانونا على رزقهم فنازعونا في أمرهم؟! فضمنوا لهم غير ما ضمنا! ووعدوهم غير ما أوعدنا! فكان لهم حكم سوى حكمنا، وأمر فيهم ماض كأمرنا! {فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ} يقول سبحانه: فليأتوا بهؤلاء الشركاء لنا فيهم، المنازعين لنا في أمرهم، الحاكمين بغير حكمنا في شأنهم. إذ حكمنا بأن المسلم عندنا خلاف المجرم، وحكم ما ادعوا من الشركاء فيهم، بأن المجرم كالمسلم، فليأتوا بهم حتى ينفذوا الحكم، ويمضوا الذي ادعوا منهم، {إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ٤١} فمعنى {إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ٤١} هو: إن كانوا قائلين حقا، أو متبعين في ذلك صدقا، والذي قال الله فيهم: {إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ٤١} فإنما عنى المشركين من قريش وألفافها، وأهل مقالتها وأديانها، ممن ادعا هذا الحكم الفاسد الباطل، وقال بهذا القول الجائر العادل.
  ثم أخبر سبحانه بما يكون في يوم الدين، من شدة الأمر على المكذبين، فقال ﷻ، عن أن يحويه قول أو يناله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ٤٢}، معنى {يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} فهو: يكشف في ذلك اليوم عن أمر شديد هائل لأهله، نازل شره بمستأهله ومستحقه، والعرب تسمي الأمر الشديد: ساقا، تقول العرب: قامت الحرب على ساقها، تريد أنها قامت على أمر