تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة النساء

صفحة 175 - الجزء 1

  {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ١٥٩} فهو شهيد عليهم بما ألقى إليهم وأمرهم به، وأدى إليهم من كتاب الله وأمره ونهيه، فخالفوا إلى غيره وكفروا به، ومما يشهد به عليهم يوم القيامة صلى الله عليه فيما أدى إليهم عن الله سبحانه، من ذكر من محمد ÷ والتبشير به، والإخبار بصفته ووقته، وما أمرهم به عن الله من طاعته، فخالفوا ذلك كله وصاروا إلى ضده، من الكفر بنبيه، فبذلك يشهد عليهم المسيح ~ يوم القيامة: إني قد أمرتكم بأمر الله فكفرتم، وأوقفتكم على الحق فخالفتم.

  ٤٥ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا}⁣[النساء: ٤٣]؟

  فالسكر الذي نهى عن الصلاة معه وفيه، فهو: سكر النوم وغلبته وغشيانه لعقل من ينزل به، فنهى الله المؤمنين عن الصلاة حتى يزول عنهم إسم النوم، ويصيروا إلى حد المتيقظين من الأنام، وترجع إليهم عقولهم فيعرفون ما يقولون، وما يقرأون في الصلاة فيفعلون.