ومن سورة النساء
  ٤٨ - وعن قول الله تبارك وتعالى {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}[النساء: ٥١]؟
  فقال: الجبت هو كل ما صد عن أمر الله وألها عن دينه، والطاغوت فهو: كل ما أطغى وجَبَتَ عن دين الله، وحمل أحداً من عباد الله على معصية الله، من طواغيت جبابرة أرضه، وملاعين كفرة عباده.
  ٤٩ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٦٥}[النساء: ٦٥]؟
  يقول سبحانه لنبيه ÷: مخبرا له عن أصحابه، مقسِما بنفسه، أن أصحابه لا يؤمنوا على حقيقة الإيمان، حتى يردوا إليه # ما تشاجروا فيه، وهو ما اختلفوا فيه، ثم يرضوا بحكمه في ذلك، ولا يجدوا في صدورهم شيئاً فيه، ولا غضبا منه، {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٦٥} أي: ينفذوا حكمه ويسلموا له، ويرضوا به ولا يردوه.
  ٥٠ - وإن سأل: عن قول الله تبارك وتعالى: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ٥٦}[النساء: ٥٦]، فقال: كيف يعذب الله جلودا لم تعصه كلما نضج منها جلد بُدِّل جلداً غيره؟
  قلنا له: إن الله عدل لا يجور، لا يعذب إلا من عصاه، ولم يكن ليعذب جلودا لم تعصه لذنب من قد عصاه، وأنى يكون ذلك؟! وهو يقول سبحانه: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعام: ١٦٤] وإنما الجلود التي يبدل