تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

تفسير سورة الجن

صفحة 337 - الجزء 2

  سُوءٍ}⁣[القصص: ٣٢]، يريد: ادخلها جيبك ثم أخرجها، ومعنى {صَعَدًا ١٧} فهو: التعب الشديد، فشبه الله سبحانه هذا العذاب مع غير من العذاب بالصعد مع السهل على من يسلكهما، والصعد فهو: التصعيد في الجبل الشامخ الصعب المنتصب.

  ثم قال سبحانه: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ١٨}، فاخبر ø أن بيوت الله ومساجده لله تبنى، وعلى طاعته تبتدى، ثم نهاهم أن يدعوا فيها غيره، ومعنى {تَدْعُوا} فهو: تذكر وتعبد، فأمره الله بتوحيده وإخلاص العباده له، وأمره له ÷ فهو: أمر لجميع الأمه، أمرهم الله أن يكونوا له في العبادة كذلك، وأن لا يفعلوا كما يفعل أهل الكفر والمهالك، من اليهود والنصاري الذين يشركون مع الله غيره عند إجتماعهم فى كنائسهم وَبيعَهم وأعيادهم ووعبادتهم - بزعمهم لعنهم الله لربهم، ويُدخلون في تلك الكنائس والبيَع عبادة غير الله، وذكرهم المسيح والعزير وغير ذلك مما ياتون به ويذكرونه، في مواضعهم هذه من كفرهم.

  ثم ذكر ما يكون من الكفرة الفاسقين، المحاربين لله ولرسرله # المعاندين، عند قيام رسول الله ÷ في مسجد الله يدعو الله ويوحده، وينفي عنه كل ظلم وينزهه، من الإجماع عليه بالقبيح من فعلهم، وما كادوه به من كيدهم، حتى صرف الله ذلك عنه، وسلمه برحمته ÷ منه، فقال ø مخبرا بمنته على عبده {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ١٩}، يقول: أن رسول الله صلى الله وعليه على آله لما قام يدعو الله ويوحده، كاد مشركوا قريش أن يكونوا عليه لبدا، ومعنى: {كَادُوا} فهو: ارادوا وهموا ولم