تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

تفسير سورة المزمل

صفحة 348 - الجزء 2

  ومقدره، ومصرف آياته ومغيره، {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}، يخبر سبحانه أنه لا إله غيره، ولا رب سواه، وأنه الواحد الذي ليس كمثله شيء، وأنه الخالق لكل شيء، وأن كل مما يعبد مِن دونه العابدون، فباطل لا ثبات له، وأنه المعبود لا غيره، {فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ٩} يقول: اجعله كافيا؛ لأن الوكيل في لسان العرب هو الكافي فقال سبحانه: اجعل ربك لك كافيا واتكل عليه معينا وعاضدا.

  {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} معنى {وَاصْبِرْ} هو: احتمل ولا تجرع وأثبت عن الأذى ولا تهلع {عَلَى مَا يَقُولُونَ} معناها: على ما يفترون ويكذبون ويقدفون ويصنعون.

  {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ١٠}، يقول: اعتزلهم اعتزالا حسنا: أي لا تقل كما يقولون ولا تفحش كما يفحشون واعتزلهم وما يعبدون وأمض لما أنت فيه من حكم ربك واعرض عن الجاهلين.

  ثم قال سبحانه: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ} ومعنى {وَذَرْنِي} أي دعني وإياهم وخلني وعقوبتهم وأفردني والإنتقام من المكذبين والمكذبون فهم المعطلون الكافرون المنكرون لكل ما جاء من رب العالمين.

  {أُولِي النَّعْمَةِ} ومعنى {أُولِي}: أي هم أصحاب النعمة، والنعمة: فهي الملك والراحة والكفاية والتفكه يقول، هي النعمة التي أظهرتها عليهم وجعلتها حجة لي فيهم.

  ثم قال: {وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا ١١} يقول سبحانه: أنظرهم قليلا حتى تثبت