ومن سورة المائدة
  وشرموا أذنها وسموها بحيرة، ثم لم ينتفعوا منها بلبن ولا وبر، ولم يحلبوها إلا في البطحاء، ولم يجزّوا لها وبرا إلا ذرُّوه في الرياح.
  وأما السائبة: فكانوا يسيبون من أموالهم ما شاؤا، على طريق الشكر لله، إن كان غائبا لهم فقدم، أو مريضا فشفي، ويسمون ذلك سائبة، ويُخلَّى فلا يُحمى حمِى، ولا يمنع ماء.
  والوصيلة فهي: من النعم، وهي الشاة إذا ولدت خمسة بطون أيضا، فكان الخامس جديا أهدوه لخدام الأصنام، وإن كان عناقا استحيوها، فإن تؤُمت فولدت جديا وعناقا، تركوا الجدي واستحيوه، وقالوا: قد وصلته أخته، فلا يجوز عندهم ذبحه، وهذه العناق عندهم فهي الوصيلة، لما وصلت من أخيها.
  وأما الحام: فهو الجمل يرسل في الإبل، فيضرب عشر سنين، فإذا ضرب عشر سنين، ولحقت أولاده وضربت في الإبل، (قالوا: هذا قد حمى ظهره، فلا يجوز عندهم بعد ذلك أن يحملوا عليه شيئا) ولا يخرجوه في دية، ولا يستعان به في نازلة، ويسمونه حاميا، ويخلون سبيله، ثم لا يُحمى حمى، ولا يمنع ماء. وكان الذي