تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

تفسير سورة المدثر

صفحة 362 - الجزء 2

  {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ١٠}، الكافرون هم: الكافرون بنعم الله المكذبون، ومعنى كفرهم لنعم الله فهو: قلة شكرهم لله على ما أعطاهم، من بعثة البشيرالنذيرإليهم، وهم أهل المعاصي لله من المشركين، الذين دعاهم رسول الله ÷ ومن الثقلين، ومعنى {غَيْرُ يَسِيرٍ ١٠} فمعنى {غَيْرُ} هو: ليس، ومعنى {يَسِيرٍ ١٠} أي: ليس بسهل ولا صغير، فاخبر سبحانه أن ذلك اليوم يوم شديد عسير، على أعدائه ليس بسهل ولا صغير.

  ثم قال سبحانه، وجل عن كل شأن شأنه: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ١١ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ١٢ وَبَنِينَ شُهُودًا ١٣}، معنى {ذَرْنِي} أي: دعني وأخبرني، واعلم أني في ذلك كاف مغن، ومعنى {وَمَنْ خَلَقْتُ} أي: أوجدت وفطرت، {وَحِيدًا ١١} فهو: فردا فريدا، وقد قيل: إنه إسم للوليد بن المغيرة، وكان يعرف به فقال الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وعلى آله: ذرني وهذا الذي أجترأ علي فكذب بي فسأذيقه على ١ ذلك أشد عذابي.

  ثم أخبر سبحانه بما جعل له من المال الممدود، والممدود فهو: الكثير الواسع، وما جعل له البنين، والبنون فهم: الذكران المعروفون، {شُهُودًا ١٣} فمعنى {شُهُودًا ١٣} أي: حاضرين معه، شاهدين غير مفارقين لجماعته، بل شهود معه، والشهود فهم: الحضور الذين لم تَنْأَ بهم دار، ولم تبعد منهم الأخبار، فهم سكان معه في الدر.