تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الأنعام

صفحة 193 - الجزء 1

  عليهم ويعلمه منهم، إذ لا تعلمه أنت من فعلهم، حتى يجازيهم عليه عنك في يوم حشرهم، ويبدي عليهم فضائح ما كان من ضمائرهم.

  ٥٩ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ٣٥}⁣[الأنعام: ٣٥]؟

  الجواب في ذلك: أن هذا إخبار من الله تبارك وتعالى لنبيه # عن الاقتدار على ما يشاء من خلقه، وأن إرادته فيهم نافذة، ومشيئته ماضية، وأنه لو جمعهم لم يجب ثواب لمثاب، ولا عقاب على معاقب، والله بريء عن جبر الخلق على المعصية، وإخراجهم من طاعة.

  ٦٠ - وسألت: عن قول الله سبحانه {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ}⁣[الأنعام: ٣٦] فقلت ما معنى دعاء من لا يسمع؟

  المعنى في {يَسْمَعُونَ} هو: يطيعون ويقبلون ما يأتيهم به من ربهم، فيستبصرون بنور الله ويهتدون، لا أنهم صم لا يسمعون، ألا ترى كيف تقول العرب لمن كان منها ذا عصيان، ألا تسمع يا هذا قول فلان، فإنه ناصح شفيق، حريص عليك رفيق، تريد: أقبل قوله وصر إليه، ولا تخالفن بعملك عليه.

  ٦١ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٣٩}⁣[الأنعام: ٣٩]؟